يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في التنبؤ بالأوبئة والحد من انتشارها
من خلال عدة طرق:
1. المراقبة والكشف المبكر:
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات هائلة من البيانات من مصادر متنوعة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والسجلات الصحية، والتقارير الإخبارية، لاكتشاف العلامات المبكرة لتفشي الأمراض. على سبيل المثال، طوّر باحثون نظام إنذار مبكر يعتمد على تحليل مليارات المنشورات على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) لتحديد الاتجاهات الصحية غير المعتادة التي قد تشير إلى ظهور وباء جديد.
2. النماذج التنبؤية:
تُستخدم خوارزميات التعلم الآلي لإنشاء نماذج تتنبأ بكيفية انتشار الأمراض بناءً على بيانات سابقة، مع مراعاة عوامل مثل المناخ والكثافة السكانية. خلال جائحة كوفيد-19، استُخدمت هذه النماذج لتوقع انتشار الفيروس وتوجيه استراتيجيات الاستجابة.
3. تطوير اللقاحات والعلاجات:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية اكتشاف الأدوية واللقاحات من خلال تحليل التفاعلات الجزيئية والتنبؤ بفعالية المركبات المحتملة. على سبيل المثال، استخدمت شركة أسترازينيكا الذكاء الاصطناعي لتسريع اكتشاف الأجسام المضادة، مما قلل الوقت اللازم لتحديد الأجسام المضادة المستهدفة من ثلاثة أشهر إلى ثلاثة أيام.
4. تتبع المخالطين ومراقبة الانتشار:
تُستخدم تطبيقات الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتتبع جهات الاتصال وتنبيه الأفراد عند تعرضهم المحتمل للفيروس، مما يساعد في الحد من انتشار العدوى. كما تُستخدم الطائرات بدون طيار والروبوتات لتقليل الاتصال البشري المباشر في الأماكن العامة.
5. تحليل البيانات الجينية:
يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الجينية للفيروسات لتتبع تحوراتها والتنبؤ بالمتغيرات الجديدة، مما يدعم جهود تطوير اللقاحات والعلاجات المناسبة. على سبيل المثال، طوّر علماء تطبيقًا للذكاء الاصطناعي قادرًا على التنبؤ بالمتغيرات الخطيرة في الأوبئة المستقبلية، مما يساعد في التحذير المبكر والاستجابة السريعة.
في رأيي، يمثل الذكاء الاصطناعي أداة قوية في مجال الصحة العامة، حيث يعزز قدراتنا على التنبؤ بالأوبئة والاستجابة لها بفعالية أكبر. مع استمرار تطور هذه التقنيات، نتوقع تحسينات مستمرة في كيفية رصد وإدارة تفشي الأمراض، مما يسهم في حماية المجتمعات والحد من تأثير الأوبئة المستقبلية.
المصادر
الذكاء الاصطناعي: سلاح جديد في مواجهة الأوبئة المستقبلية